عمر الأيوبى يتناول أزمة حراسة المرمى وتأثير قرار 2009 على الوضع الحالي 2025

أزمة حراسة المرمى في الكرة المصرية وتأثير قرار 2009

تُعاني أندية الدوري المصري من أزمة واضحة في مركز حراسة المرمى، وهو ما أصبح يشكل معضلة كبيرة تُؤرق الفرق نتيجة تراجع مستوى الحراس الأساسيين وغياب بدلاء محترفين، بالإضافة إلى نقص في المواهب الصاعدة، وهذه الأزمة تحظى باهتمام واسع على موقع كورة لايف.

تاريخ قرار منع التعاقد مع حراس مرمى أجانب وتأثيره

في مايو 2009، أصدر مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري برئاسة الراحل سمير زاهر قرارًا بمنع تعاقد الأندية مع حراس مرمى أجانب، وذلك تنفيذاً لطلب الجهاز الفني للمنتخب الوطني الذي لاحظ تراجع مستوى حراسي المرمى المصريين بسبب كثرة تواجد الأجانب في هذا المركز في عدة فرق، مما أثر سلبًا على تطوير الحراس المحليين. ورغم وجود محاولات لإلغاء هذا القرار خلال فترة اللجنة الثلاثية لاتحاد الكرة، إلا أن بند المنع ظل قائمًا حتى الآن.

تداعيات الأزمة على الأندية وأداؤها

الأوضاع في الساحة الكروية تبين المعاناة المستمرة، حيث يسعى العديد من الأندية لمواجهة هذه المشكلة التي تفاقمت مؤخرًا، ويمكن ملاحظة ذلك في تحركات الأندية الكبرى: الأهلي تسعى للتعاقد مع الحارس السيحا من حرس الحدود رغم توافر محمد الشناوي ومصطفى شوبير لديها، والزمالك تعاقد مع مهدي سليمان رغم وجود محمد عواد ومحمد صبحي في صفوفه، أما نادي بيراميدز فيعاني رغم وجود أحمد الشناوي وشريف إكرامي، مع استمرار تغييرات متكررة لحراس المرمى وعديم النجاح في الاختيارات، إلى حد تصعيد حارس من الناشئين مواليد 2006، بينما تتغير باقي الفرق حراس مرماها مع كل موسم.

تأكيدات على وجود مشكلة عميقة في حراسة المرمى

أثبتت تصريحات مدرب منتخب مصر حسام حسن حجم الأزمة، عندما أصر على استدعاء محمد الشناوي لصفوف المنتخب رغم عودته من إصابة ولم يشارك وقتها مع الأهلي، مؤكداً أن الشناوي هو الأفضل ولا يوجد بديل بنفس المستوى، مما يشير إلى محدودية الخيارات المتاحة.

أسباب استمرار الأزمة وسبل النهوض بمركز الحراسة

تتعدد أسباب استمرار الأزمة، ومنها نقص المدربين المتخصصين المؤهلين لتدريب وتطوير حراس المرمى الناشئين والصاعدين، بالإضافة إلى ضعف برامج تطوير الحراس الكبار، ما دفع الأندية إلى الاعتماد على مدربين أجانب أكثر دراسة وكفاءة لتدريب هذا المركز الحساس، وهو مؤشر واضح على الحاجة الملحة لتحسين وتأهيل الكوادر الفنية الخاصة بحراس المرمى داخل مصر.

هل يتدخل اتحاد الكرة لحل أزمة حراس المرمى؟

من المتوقع أن يتناول اتحاد الكرة هذا الملف الهام، خصوصًا مع وجود قامات فنية مثل الكابتن علاء نبيل المدير الفني للاتحاد، والراحل عصام الحضري المشرف على حراسة مرمى المنتخبات، الذين يمكن أن يقدموا دراسة متعمقة مع اللجنة الفنية لوضع تصور شامل يشمل تنظيم دورات تدريبية متخصصة، أو التفكير جدياً في إلغاء بند منع التعاقد مع حراس مرمى أجانب كي يتم فتح المجال أمام دعم مركز حراسة المرمى بأسماء مؤهلة ومحترفة تسهم في رفع المستوى العام داخل الدوري المصري.

هذه الأزمة المتشابكة تحتاج إلى إرادة واضحة وتحرك سريع من جميع الأطراف لضمان مستقبل أفضل لمركز حراسة المرمى بالكرة المصرية، خاصة وأن هذا المركز يعد حجر الأساس لأي منظومة دفاعية ناجحة.

المصدر: كورة لايف